تطور علم التاريخ


علم التاريخ هو العلم الذي يدرس الماضي البشري ويحاول تفسيره وتقييمه بناءً على الأدلة والمصادر المتاحة. علم التاريخ ليس ثابتاً أو موحداً، بل يتغير ويتطور مع تغير الزمان والمكان والمنظورات والمناهج البحثية. في هذا المقال، سألخص لك بعض مراحل تطور علم التاريخ عند العرب والمسلمين والغربيين.

علم التاريخ عند العرب والمسلمين:

  • بدأت كتابة التاريخ عند العرب والمسلمين مع كتابة السيرة النبوية، أي سيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته وأتباعهم. وكان أول من كتب السيرة هو ابن إسحاق (توفي 150 هـ) في كتابه “السيرة النبوية”، وأعقبه ابن هشام (توفي 218 هـ) في كتابه “السيرة النبوية المختصرة”، وغيرهما من المؤرخين الأوائل.
  • توسعت كتابة التاريخ عند العرب والمسلمين لتشمل تاريخ الأمم والحضارات التي دخلها الإسلام أو تأثر به أو تأثر الإسلام بها. ومن أبرز المؤرخين في هذا المجال هم: الطبري (توفي 310 هـ) في كتابه “تاريخ الرسل والملوك”، والمسعودي (توفي 345 هـ) في كتابه “مروج الذهب ومعادن الجوهر”، وابن الأثير (توفي 630 هـ) في كتابه “الكامل في التاريخ”، وغيرهم.
  • اهتمت كتابة التاريخ عند العرب والمسلمين بتاريخ العلوم والفنون والأدب والفلسفة والدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد والجغرافيا والرحلات والاستكشافات. ومن أشهر المؤرخين في هذه المجالات هم: البيروني (توفي 440 هـ) في كتابه “الآثار الباقية عن القرون الخالية”، وابن خلدون (توفي 808 هـ) في كتابه “المقدمة”، وابن بطوطة (توفي 779 هـ) في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، وغيرهم.
  • تميزت كتابة التاريخ عند العرب والمسلمين بالموضوعية والنقد والتحليل والاستناد إلى المصادر الأصلية والموثوقة والمقارنة بينها. كما تميزت بالأسلوب البليغ والجذاب والمؤثر والمنسجم مع اللغة العربية الفصيحة.

علم التاريخ عند الغربيين:

  • بدأت كتابة التاريخ عند الغربيين مع الحضارات القديمة مثل الصينية والهندية والمصرية والبابلية والفارسية واليونانية والرومانية. وكانت كتابة التاريخ في هذه الحضارات ترتبط بالأساطير والديانات والملوك والحروب والفتوحات. ومن أشهر المؤرخين في هذه الحضارات هم: كونفوشيوس (توفي 479 ق.م) في كتابه “تشون تشيو”، وهيروذوت (توفي 425 ق.م) في كتابه “التاريخ”، وثوقيديد (توفي 400 ق.م) في كتابه “حرب البلوبونيز”، وغيرهم.
  • تطورت كتابة التاريخ عند الغربيين مع العصور الوسطى والنهضة والحداثة والمعاصرة. وتنوعت موضوعات التاريخ ومناهجه ومصادره وأساليبه. وظهرت مدارس واتجاهات مختلفة في علم التاريخ مثل المدرسة التأريخية الألمانية والمدرسة الإيطالية والمدرسة الفرنسية والمدرسة الإنجليزية والمدرسة الأمريكية. ومن أبرز المؤرخين في هذه العصور هم: إدوارد جيبون (توفي 1794 م) في كتابه “سقوط الإمبراطورية الرومانية”، وليوبولد فون رانكه (توفي 1886 م) في كتابه “تاريخ الشعوب الألمانية”، وفرناند برودل (توفي 1985 م) في كتابه “البحر المتوسط والعالم المتوسطي في عصر فيليب الثاني”، وغيرهم.
  • اهتمت كتابة التاريخ عند الغربيين بتاريخ الأفكار والحضارات والثقافات والدين والفلسفة والعلوم والفنون والأدب والسياسة والاجتماع والاقتصاد والجغرافيا والبيئة والنوع والعرق والهوية والتنوع والتعددية. ومن أشهر المؤرخين في هذه المجالات هم: أرنولد توينبي (توفي 1975 م) في كتابه “دراسة التاريخ”، وكارل ماركس (توفي 1883 م) في كتابه “رأس المال”، وسيمون دو بوفوار (توفي

تعليقات