إعادة بناء الدولة الجزائرية

 

تشكيلة أعضاء مؤتمر طرابلس


توقفنا في الحلقة الماضية في نقطة الإستقلال والتحديات التي تواجه قيادة الدولة الجزائرية المستقلة في ظل المشاكل التي تركتها فرنسا، في هذه الحلقة سنفصل في الخيارات التي إنتهجتها الجزائر بعد الإستقلال إستنادا لميثاق طرابلس


أولا نعرف ميثاق طرابلس: وهي وثيقة سياسية (ثورية) صادرة عن مؤتمر طرابلس (27 ماي إلى 4 جوان 1962) تضمنت العديد من المبادئ والطروحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي سميت فيما بعد ب " محاور مؤتمر طرابلس" وهي مجموعة من الاختيارات التي اقرها الثوريون (المجاهدين) في اجتماع طرابلس (ليبيا) منها:

أ‌. الخيارات السياسية

تشييد دولة عصرية ديمقراطية في إطار نظام الحزب الواحد

نبذ الارتجالية والانفراد بالسلطة أي حكم المؤسساتي

دعم حركات التحرر وتصفية الاستعمار في العالم 

دعم الوحدة المغاربة، العربية، الإفريقية والإسلامية


ب‌. الخيارات الاقتصادية

تبني النظام الاشتراكي

تأميم ممتلكات الدولة، ثروات طبيعية بنوك والتجارة الخارجية

تحقيق سياسة التخطيط

مراجعة العلاقات الاقتصادية الخارجية


ت‌. الخيارات الاجتماعية

إجبارية التعليم ومجانية

مجانية الطب

توفير مسكن لكل عائلة

تعريب مؤسسات الدولة (ترقية اللغة العربية)

احياء التراث الوطني


لقد مرت الجزائر بتطورات مهمة ما بين 1965 و1989 في مختلف الجوانب وهي:

في الجانب السياسي مرت الجزائر بثلاثة مراحل وهي:

• المرحلة الأولى: من 1962 إلى 1965

أزمة صائفة 1962 وانتخاب بن بلة رئيسا (1962-1965)

حرب الرمال واجتياح الجيش الملكي المغرب لولاية تندوف عام 1963

تكريس ديمقراطية وسياسة الحزب الواحد 

الانضمام لهيئة الأمم المتحدة في 8 أكتوبر 1962

صدور دستور 1963 والميثاق الوطني 1964.

• المرحلة الثانية  (1965-1988)

تكوين مجلس الثورة بزعامة هواري بومدين بعد التصحيح الثوري 19 جوان 1965

تكريس سياسة الحزب الواحد

إرساء ازدواجية السلطة (الحزب والجيش)

بناء مؤسسات الدولة (المجالس البلدية 1967 – المجالس الولائية 1969 – المجلس الشعبي الوطني 1977)

انتخاب هواري بومدين 10 ديسمبر 1976 رئيسا للجمهورية وإعادة صياغة مواثيق الدولة (ميثاق ودستور 1976

وفاة هواري بومدين 27 ديسمبر 1978 وحل مجلس الثورة في جانفي 1979 وانتخاب شادلي بن جديد رئيسا جديدا للجمهورية 7 فيفري 1979

• المرحلة الثالثة (1989)

بسبب المظاهرات في 5 أكتوبر 1988 تم الانتقال من الأحادية الحزبية إلى التعددية، والتي دفعت بالرئيس الراحل الشاذلي بن جديد إلى القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية عن طريق دستور 23 فيفري 1989


أما في الجانب الاقتصادي فنجد مرحلتين:

² المرحلة الأولى (1962-1988)

انتهاج النظام الاشتراكي وتطبيق سياسة المخططات الإنمائية (التنموية)

سياسة التأميمات (تأميم المناجم 6 ماي 1966 – تأميم المحروقات 24 فيفري 1971)

تأميم الأراضي الزراعية من المعمرين 1963 وإطلاق مشروع الثورة الزراعية 1971

إقامة صناعة وطنية والاهتمام بالصناعات الثقيلة

احتكار الدولة للتجارة الخارجية وانشاء الدواوين الوطنية

² المرحلة الثانية (ما بعد 1989)

اتباع نظام اقتصاد السوق بخصخصة المؤسسات الاقتصادية

تشجيع الاستثمار الأجنبي

اتباع سياسة الشركة في التصنيع

تحرير التجارة الخارجية


ختاما لما سبق فإن تاريخ الجزائر مر بعدة مراحل، أزهى مرحلة مرت بهذا هذه الأرض الطاهرة في عدة دولة الجزائر البحرية التي كانت تمتلك أقوى أسطول بحري جعل منها الحامي والمدافع عن الشعوب المضطهدة في المنطقة، إلا أواخر عهدة دولة الجزائر البحرية كان فيه فساد سياسي وإقتصادي ما حتم على فرنسا إحتلال الجزائر المحمية بالله، والعبث بمقدرتها وسفك دماء أهلها، وبسبب هذه الأزمات والضائقة الكبرى التي مر بها الشعب الجزائري ولدت في داخله همة، فظهرت مقاومة فكرية زرعت الوعي في ذهن نشأه فخرجت ثلة من أواسطه نبتت على عقيدة متينة قادت ثورة عظيمة دوخت بها العدو واعتبرت أنموذج يحتدى به، وسرعان ما رضخت فرنسا لقوة الشعب الجزائري وخرجت من بلادنا منهزمة، إلا أن المهمة الكبرى كانت في عاتقة قادة الجزائر المستقلة الذين حاولوا إعادة بناء دولة الجزائر وإرجاع هيبتها بين الأمم، ولازلت على صناع قرار الجزائر ومنظروها استخلاص العبر من أخطاء الأسلاف وأمجاد الأجداد لبناء دولة جزائرية قوية عادلة لا تظلم ولا تظلم، وعلى الشعب الجزائري في زماننا الحالي أن يقوم بواجبه إتجاه وطنه ليكون له عزا ويكف أيدي المفسدين والظالمين


بودكاست (البرنامج الصوتي)


تعليقات