ازمت النفط الإيرانية وانعكاسها على السياسة الدولية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تتسارع الأحداث وتتموقع الدول وينشط من قد خمل ويخمل من كان نشطا، بوادر تغيير نظام الأحادية القطبية قد ظهر للعلن، السلاح النووي قد انتشر، التكتلات قد زادت واشتدت، وأصبح الصراع بين الأربع أقطاب عوض قطب، الثلاث أقطاب ظاهرة للعيان قطبين استراتيجيين وقطب إقتصادي يسعى للزحف على العالم بفضل سياسته الناعمة، أما القطب الرابعة فقد بدأ بالتشكل ووطد أعضاءه أواصل التكتل، بينما ونحن على هذه الحال لم يستسلم بعد القطب الأعظم الغرب بزعامة أمريكة وريثة إمبراطورية روما المقدسة، فراح يستعمل أوراقه الأخيرة ضد الصين من خلال أفغانستان ومنطقة "هيلمند" الإستراتيجية وفي شرق البحر الأبيض المتوسط في الأزمة السورية والأزمة الإقتصادية التركية والإيرانية بعد شعورية ببدأ نهاية التحالف الأطلسي، ومجلس الأمن في الطريق إلى الزوال مثلما حدث لعصبة الأمم من قبل وهذا لتماطله في احلال السلم والأمن العالميين وتركه الدول القوية تفعل ما تشاء.
بعد أن فشلت أمريكا في ضرب روسيا من خلال حصاره لإيران، هاهي تستعمل ورقته الأخيرة بإستغلال الحق الشرعي للإيرانيين في التظاهر لتشهر ورقة أسرة شاه المعزول "پهلوى" (الدول القوية تستغل وسخ الدولة كدليل كي تستفزها متى ما شاءت) وبدأت تصريحات" فرح پهلوى" وابنها "محمد رضا پهلوى" تتهاطل منذ 2015 إلى غاية أول أمس، ومنه سخرت قنوات إعلامية لتمهيد الأرضية للشاه بالعودة لحكم إيران منها "راديو فردا" " إيران انترناشيونال" "بي بي سي فارسي" "VOA persian" ولما حانت الفرصة أخرجت لهم جماعة من الناس البسطاء ينادون به الشاه بعد أطاحو به ذات مرة أي قبل 40 سنة، لكن المشكلة التي تجهل، أن هذا الصراع ليس في صالح الإيرانيين هو في صالح أمريكا والصهاينة، قد تكون رد فعل روسية والصين قتل كل الإيرانيين (وهذا ما لا أتمناه، اللهم احفظ دماء دول المسلمين) والمشكلة أن سيناريو سوريا سينقلب على إيران وأفغانستان لأنه قيل أن جماعة "خلق" المناهضة لروسيا هي التي اشعلت نار التوتر حسب تصريح الخمانئي وجماعة خلق متمركزة في أفغانستان وشرق ايران، إذا يمكن القول أن السحر انقلب على الساحر فبعدما درت ايران سوريا الآن نجد أمريكا تسعى لتدمير إيران ليس حبا في العرب وإنما للثأر من تكتل إسلامي مرتقب (الأسلام بالنسبة للغرب غير منقسم).
أنا لا أتمنى وقوع ايران في أزمة كبيرة وجعلها مسرح صراع بالوكالة بين أمريكا وروسيا لأسبب وهي:
سيتغيير التوازن السياسي والاقتصادي الدولى وعليه ستسود حرب طويلة الأمد ممكن ستكون حرب عالمية جديدة
ستتوتر دول منطقة بحر قزوين مما سيخلف دمار وعدم استقرار في المناطق المجاورة (كزخستان-أزبكستان-قرغزستان)
ستدعم أمريكا الكرد وتتفجر المنطقة لأنها تمتلك عدة أعراق وأجناس
ستسعى الصين لتضمن تجارتها بدعم البلوشستان (حسب ما أرى، وكل له نظرته في هذه القضية)
ستتوتر باكستان ويدمر التحالف للإقتصادي الإسلامي التركي والباكستاني والماليزي، وممكن تؤدي لعواقب أخرى لا يحمد عقباها لأن باكستان والهند دولتين نوويتين

إن أصبت فمن الله وحده وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والحمد لله أولا وآخرا

الرجاء إذا كانت لكم أفكار أو انتقادات شارك في النقاش

تعليقات