شباب حضارة الإسلام: سلاحنا نحو النهضة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وسلم؛ أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إنما الأمم تنهض بشبابها، الشباب المتعلم حقيقتا، الساعي لإعلاء راية حضارته، ولا تعلى راية الحضارة إلا بالعلم والأخلاق وكلهما يؤديان للمجد، المجد الذي يبذل في سبيله الغالي والنفيس والتضحية الحقيقية من أجل الأخرين لينتشر صيت تلك الحضارة وتصبح لها عنوان وفصول ومباحث.
بدايتنا بدولة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي نهضت بوجدانها وأظهرت على الحضارات الأخرى فسقت حضارت كسرى والروم البزنطيين وبقيت شامخة حتى أذن الله أن تندحر بعد ما أصبح المسلمون همهم بطونهم ولا يراعون حق جيرانهم ولا يعدلون بين رعيتهم ولا يحرمون ما حرم الله، وإذا فعلو فاحشة قالو وجدنا عليها آباءنا، وعطلو دور العقول حتى أصبح قبر الولي الصالح الميت يعبد وله تشد الرحال فنسو ذكر الله فأنساهم أنفسهم، ودمرو المكتبات والدواوين وتحالفو مع أعداء الدين، وأصبح أولياء أمور المسلمين طغاة، فيقدون الإتفاقيات والمعاهيد مع الخصوم بأبخص الأثمان ويضعون شعوبهم موضع الذل والمهانة فيجبون الضرائب الباهضة منهم، ولا يرحمون لحومهم، وإذا ما هدد عرشهم يزأرون في وجوه شعوبهم وتقزمون أمام خصومهم فتراهم كالقطط المبللة، وبفضل هذا كله إلتمس شباب الحضارة الأخرى مكمن الضعف فينا، فراحو يهتمون بالعلم والمعرفة وجهزو كنائسهم وديرهم ووضعوا خططا لنشر ديهم (لأن الإديولوجيا سر تمكين الحضارات داخل الدول) وإستثمرو كل ما إنستنبطوه وإسولو عليه إثر حملاتهم الصليبية وشركاتهم التجارية التي أسسوها في المشرق الإسلامي، وراحو ينظمون صفوفهم ويصفون العداوة التي بينهم، وأنشأو مراكز التدريب لتدريب شبابهم على التضحية في سبيل حضارتهم وتعلموا طرق إستمالة غيرهم حتى يظهروا أن دينهم هو الحق وأن دين أعدائهم هو الباطل فيتمكوا من التأثير على ضعاف الإيمان والعقول.
بعد ما جهز شباب الغرب فكرة النهضة بدأو يجسدونها وأسقطوا أخر دولة إسلامية (الدولة العثمانية) بعدما نخرو أسسها عندما وجدوا أن أولياء المسلمين طغاتا يخافون على كرسيهم أكثر من خوفهم من الله، وعليهم فقط قسم الغرب دولنا المسلمة قطعا قطعا وزرع بيننا الصراع القبلي بعد أن إستمالو ضعافو الإيمان والنفوس، وبثوا فينا التعصب القومي، وجعلوا ديننا في نفوسنا خرقا وقسمو المسلمين إلى (مكفرين بعضنا يضرب رقاب بعض، أو مسلمين متميعين لا يقيمون حدود الله) ومن هنا ساد التمكين عن الغرب على أراضينا، وزعوا فينا (الدين لله والوطن للجميع) بينما هم الغرب (دينهم دولتهم).
بعد أن تمكن الغرب منا وأمرنا بالذوبان في حضارته، علينا نحن المسلمين خاصة الشباب اليقضة وتأسيس جمعيات إسلامية ودور علم يكون الشباب القيادي، وفي تكوينها علينها أن تزر في قلوب شبابنا أن ديننا الإسلامي يجب أن يقوم بالعدل حتى مع غير المسلمين، وأن الدين بدول عدل هو إنتقام والإنتقام لن يؤسسة لحضارة متوطدة الأسس، ثانيا علينا أن نزرع في شبابنا الغلظة في تعاملنا مع خصومنا بأننا نراعي مصلحة شعوبنا قبل المصلحة الخاصة، فنحفظ أرضنا ومياهنا وبحارنا وثرواتنا وثالثا ننتج كل ما نأكل ونهتم بالزراعة والصناعة المحلية ونصدر بضائعنا، رابعا علينا أن نزرع في قلوب شبابنا أن طاعة الله في السر والعلن أكثر من واجبة فمن خان الله في السر فلا يجب أن يحكم المسلمين لأنه ممكن يخون شعبه، رابعا علينا أن نعلم شبابنا مراعاة حقيق الأهل وأسرهم لأنه من كان طاغية جبارا في أسرته لم يراعي حق رعيته من الشعب وسيبطش بهم ويدمر حضارة الإسلام.
أيها الشباب المسلم لن يرحمكم الغرب ولا يرقبو فيكم إلا ولا ذمة، وحكم بلداننا يجب أن يكون لنا، وعلينا أن نضحي في سبيل التمكين للحضارة الإسلامية، الحضارة التي تحتوي العربي والكردي والأمازيغي والأشوري والفارسي والتركي والأفغاني والطاجيكي والأزباكي والماليزي والأذربيجاني والمغولي والهندي والباكستاني والداغستاني والأوروبي. ألى أيها الشاب المسلمين وإستفق من المخذر الذي وضعوه في عقل، لنأسس لحضارتنا الحضارة الإسلامية الجامعة الحاضنة لدول كي يكون لنا التمكين في الأرض، علينا أن نخوض صراع الحضارة كي نكون الأولين ولا نرضى إلا المرتبة الأولى عالميا، العالم محتاج لأمة الإسلام كي يعود عالما يسير بميثاق الله الذي واثقنا به عن طريق نبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم. أيها الشباب المسلم، المسلمون والمسلمات بعضهم أولياء بعض، دور المرأة في الإسلام ريادي فلا تهضموا حقها حتى لا تكون ثغرة يتسلل منها أعداءنا ويمدو كياننا، على المرأة أن تصنع وتبدع وتتعلم في مجالاتها، وان تمنعوها فتنقص فرصنا في النهضة الإسلامية. الأسرة هي عماد حضارتنا علينا أن نشجع تكوين الأسر، علينا مراعات حق الأرامل والمطلقات والواجب أن يسترهم الرجال، كان صحابة رسول الله رضي الله عنهم إذا ما وجدو مرأة مسلم مطلق أو أرملة يسارعون للزواج بهم حتى يسترهن حتى يحدث التكافأ والعدل داخل مجتمعنا، لأن تكوين الأسر للشباب يدفعهم نحو العمل الجاد والتضحية في سبيل أمة الإسلام.
أمة الإسلام نهضتنا عادت بفكرة، وتلك الفكر تستحق التطبيق وبالتطبيق يكون التمكين، الله أكبر أمة محمد عليها أن تعود، واياك والإنحراف عن العدل أيها القادة إعدلوا هو أقرب للتقوى
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين وأرفع رايتهم إنهم على كل شيء قدير وبكل شيء عليم
أيها الشباب المسلم لا تخذلو حضارتكم فإنكم مصدر مجد الحضارة وفخرها
والحمد لله أولا وآخرا

تعليقات