أيها التلاميذ هنيئا لكم الدخول المدرسي

الشباب ثروة الأمم وموردها المستدام وسبيلها نحو الرقي
      بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، يا نهضة الأمم يا شباب الجزائر يا شعلة الأمل داخل أمة مضطهدة من قبل دول الغدر والهدم، ها أنتم تحضرون للدخول مدرسي جديد، دخول مدرسي مميز بأمستجدات هذا الوطن الذي ضحى في سبيله الأبرار المتعطشون للحرية الذين نبذو عبادة العبادة وإلتجؤوا إلى رب العباد، دخول مدرسي مملوء بشعارات الأمل والتحرر والتفكير المتنور، لذا فيا شباب النهضة أنتم الأمل في إعادة أمجاد هذا الوطن الذي ينتسب لأعظم أمة، أمة الإسلام التي بها نعتز ونفخر، إنكم ذخر صالح وجد الإهتمام لكن لتكون ممن يرفع راية هذا الوطن.
      أيها التلاميذ الأفاضل ذكورا وإناثا إجتهدوا في تحصيلكم فقد حان وقت الجد، ولا تهنوا ولا تحزنوا، إنما سعيكم للجد والعمل والنجاح مشكور، ومن جد فحتما سيجد النجاح أمامه، إنما الحياة تعب ومثابرة، فلا تكونوا من المخمولين وكونوا من المجدين، لأن أجدادكم كانوا أسودا تفخر بهم الأمم وحصنا حصينا للإسلام والمسلمين، إياكم والتخاذل، فلا يفحل القوم يخذله شبابه، أنتم أساس هذه الأمة، أمة الجزائر وأمة الإسلام. إن نجاحكم هو نجاح للأمة كبيرها وكهلها وصغيرها، رجالها ونساءها، أيها التلاميذ، أيها الطلبة أيها الشباب، كونوا سندا لأمتكم ولا تتكاسلوا عن أداء واجباتكم إتجاه أمتكم، فالتعب يزول والأثر يبقى، إقرؤوا التاريخ عسى أن تستشفوا منه العضاة والعبر، وكما قال شيخنا إبن باديس: "...يا نشأ أنت رجاءنا وبك الصباح قد إقترب....خذ للحياة سلاحها وخذ الخطوب ولا تهب".
      أيها الأولياء، أبناءكم سلاح أمتكم فأجتهدوا في تقويمهم ومساندتهم ليصبح سلاحكم فعالا، إنما هلكت الأمم التي أهملت تقويم وتعليم أبناءها، والتاريخ خير شاهد وخير دليل. لا تربوا أبناءكم كما تربى القطة أبناءها، همكم أكلهم وشربهم فقط. فأين التربية النفسية والعقلية من كل ذلك؟ إنما أبناءكم ذخرا لكم، فعسى أن يكونوا سببا في دخولكم الجنة. أيها الأباء أيتها الأمهات أحرصوا على أن تنموا في أبناءكم روح الغيرة على أمتهم، إدفعوهم للإجتهاد والعمل والإخلاص في دراستهم وشجعوهم على دخول الميادين الإجتماعية كالجمعيات والنوادي، شجعوهم على الإنسجام داخل الجماعة، أبناءكم ثروة هذه الأمة فلا تتلفوا هذه الثروة التي لا تقدر بثمن، إننا أمة فتية محسودون على النعمة التي رزقنا بها، الأمة في أمس الحاجة لشبابها.
      أيها الأساتذة كونوا صبورين في تعليم أبناء أمتكم، لأنهم سلاح ذو حدين إما أنكم تبنوا جيل مثل جيل صلاح الدين الأيوبي وقطز-رحمة الله عليهم- وإما أنكم تنتجون جيلا خاملا همه إلا الموضة. العمل ثم العمل يا رسل هذه الأمة، فما ضاع أجركم وما الله بغافل عما تعملون.
      في الأخير أجدد تهنئتي للإخواني وأخواتي التلاميذ وأتمنا لكم دخولا مدرسيا موفقا ملأه النجاح والرقي والهناء والفلاح. اللهم إننا نسألك نصرا بشباب هذه الأمة.
والحمد لله أولا وآخرا 

تعليقات