حلقة اليوم: أساليب الاستدمار الأوروبي للاستحواذ على أراضي شعوب إفريقيا وآسيا
تكملة لما تم التطرق له سابقا، حيث ذكرنا الظروف التي أحاطت بأوروبا لتتبني سياسة استعمارية اتجاه شعوب إفريقيا وآسيا، وبعدها بينا الأسباب المختلفة للاستعمار وذكرنا الأهداف التي سطرها الاستعمار ليحكم قبضته على أراضي إفريقيا وآسيا
صورة تعبيرية لنظرية الرجل الأبيض وإستعباد الإستعمار للشعوب |
وفي هذه الحلقة سأبين الأساليب الخبيثة التي اعتمدها الاستعمار السرطاني لتجسيد أهدافه وفرض سيطرته على أراضي إفريقيا وآسيا، ومن هذه الأساليب نذكر:
1. الطرق المباشرة: هي اخضاع منطقة ما لسلطة المحتل بصورة مباشرة عن طريق التدخل العسكري او سياسة الإبادة والقمع ومثال ذلك الاستعمار الفرنسي في الجزائر اذ تعد الجزائر المثال الوحيد الذي جمعت فٌيه فرنسا بين التدخل العسكري والاستيطان وكذا اعتبارها جزء لا يتجزأ من الأراضي الفرنسية بالإضافة لمستعمرة بريطانيا في الهند ومستعمرات فرنسا في إفريقيا الغربية وإفريقيا الاستوائية
2. الطرق الغير مباشرة: وهذه الأساليب خبيثة قد تعتبر الموضة السياسية الجديدة للقرن العشرين، فقد اعتمدت كل من فرنسا وبريطانيا ثلاثة طرق وهي: الحماية التي سادت قبل الحرب العالمية الأولى، وتعمل آلية هذه السياسة على أن تحتفظ الدولة المستعمرة بنظام الحكم، مثلا الأسرة الحسينية في تونس أو الأسرة العلوية في مراكش، مع تقويض صلاحياته، وتفويضها إلى وزارة خارجية المستعمر أي فرنسا. والطريقة الأخرى التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى وهي سياسة الانتداب تعمل على نفس آلية الحماية إلا أنها لا تحتفظ بنظام حكم دول المستعمرة لكن هذه المرة سيأتي الانتداب تحت شرعية عالمية جديدة تعرف بعصبة الأمم وقد طبق أخبث نوع من الانتداب على أراضي فلسطين من طرف الاستدمار البريطاني. وأخر نوع من هذه الأساليب نذكر الوصاية وهو أسلوب ظهر بعد الحرب العالمية الثانية مشابه لما سبق ذكره من الأساليب وهذه المرة تحت شرعية عالمية عرفت بهيئة الأمم المتحدة أي ستكون أمريكا بطريقة غير مباشرة هي التي تفرض الأبوية المزيفة على الدول المغلوب على أمرها في تلك الفترة كليبيا والصومال.
والآن سأتطرق في عجالة على الوسائل التي سهلت على الاستعمار تطبيق هذه الوسائل وخاصة أسلوب الحماية والانتداب نذكر
الإمتيازات العثمانية التي قدمت لأوروبا والتي بقي مفعولها سائر حتى الحرب العالمية الأولى مثل امتياز حفر بريطانيا لقناة السويس والذي منح أيام أسرة الخديوي المصرية
القروض البنكية الربوية التي تمنحها أوروبا للملوك المسلمين المغمورين التي تشجعهم عليها ومن تم تغرقهم بالديون ما يسهل عليها فيما بعد التحكم في سياسة تلك الدول
وأخيرا هناك وعود واتفاقيات سرية لبداية الانتداب نذكر اتفاقية سايكس بيكو والتي ستفرض الانتداب على فلسطين وكذلك وعد بلفور الذي سيزج بفلسطين للجحيم الصهيويني
التدنيس الصهيوني لفلسطين عامة والقدس خاصة tipyan.com |
بعد أن ذكرت كل هذه الأساليب الخبيثة ووسائل تطبيقها، سأعرج الآن إلى نقطة مهمة وهي انعكاس هذه السياسة على شعوب إفريقيا وآسيا، والتي كانت خطيرة على المنطقة بأسرها، منها:
أ- سياسيا:
•تغيير الخارطة الجيوسياسية بخلق أزمات حدودية بين دول المستعمرات كأزمة كشمير بين الهند وباكستان وأزمة إرتيريا وإثيوبيا
أزمة كشمير بين الهند (الهندوس) وباكستان (المسلمين) https://qudsn.co |
•إثارة مشكلة ما يسمى بالأقليات مثل الأزمة الكردية (وهي أزمة اختلقتها بريطانيا وأمريكيا لأنها تعرف مفتاح السيطرة على الشرق الأدنى هو العنصر الكردي فتفكيك أربع دول وهي تركيا وسوريا والعراق وإيران وخلق نظام كردي موالي للصهيونية سيسرع عملية إبادة الشعب الفلسطيني وفرض السياسة النظام العالمي الجديد في المنطقة بكل يسر وبدون أن تخسر أمريكا المزيد من المال) وأزمة دارفور (لتفكيك السودان)
تمركز الشعب الكردي بين أراضي تركيا شمال سوريا والعراق وشمال غرب إيران https://eipss-eg.org |
•إنشاء الحركة الصهيونية العنصرية في فلسطين لتهويدها وبذلك فرض اللجوء على الفلسطينيين
ب- اقتصاديا:
•الاستيلاء على ثروات المستمرات ومنه كبح تطورها اقتصاديا
•احتكار على الأسواق بالقضاء على منتجاتها
•التبعية الاقتصادية
ت- اجتماعيا:
•إضعاف معنويات شعوب المستعمرات بالتمييز العنصري
•ظهور عملاء للاستعمار
•انتشار الأوبئة والفقر والجهل
وكل هذا سيضغط على شعوب إفريقيا وآسيا مما سيدفعهم للإنفجار
تعليقات
إرسال تعليق