حلقة اليوم: تشتت العالم الإسلامي وتوسع الحركة الاستعمارية
نبدأ من حيث انتهينا في الحلقة السابقة، فمنذ أن أصبحت الدولة العثمانية تعرف بالرجل المريض والغرب يسيطر على مقدرات الدول الإسلامية خاصة إفريقيا وآسيا لما فيها من ثروات هائلة تسهم في تطوير حركة أوروبا الصناعية. وبقيت أوروبا تستزف باحتشام الدول لغاية السقوط النهائي للدولة العثمانية واتفاق أوروبا على تقسيم الكعكة الجغرافيا على أعضائها من خلال اتفاقيات أبرزها اتفاقية سايكس بيكو وقبلها مؤتمر برلين الأول والثاني الذي وضع اللبنة الأولى لهذا التقسيم
لوحة فون غوخ الذي يصور فيها المصانع الأوروبية Al-Jazeera.net |
قبل أن ندخل في تفاصيل أسباب ظهور الحركة الاستعمارية وأهدافها قريبة وبعيدة المدى، سنذكر ظروف نشأة الحركة الاستعمارية التي تقودها أوروبا التي لم تكن وليدة الصدفة وإنما نتجت بعد تحديات وتطورت على مر قرون حتى استطاعت السيطرة على العالم. ومن هذه الظروف نذكر:
أ. انعكاسات النهضة الأوروبية: وهي حركة إحياء التراث الروماني والإغريقي، من مظاهرها ظهور المدن التجارية ونشأة الحركة الإنسانية التي ترى أن الثروة البشرية هي التي تنهض بالأمم.
ب. نتائج الكشوفات الجغرافيا: هي تلك الرحلات التي قام بها المغامرين الأوروبيين، ومن نتائجها تزايد ثروة الأوروبيين وبرز طبقة البرجوازية
ت. انعكاسات الثورة الصناعية: وهي وصف للمنجزات الصناعية التي أقامتها أوروبا ونتج عنها تحسن طرق الإنتاج، زيادة في رؤوس الأموال، وتحسن أوضاع الطبقة العمالية.
ث. انعكاسات الثورات السياسية: شهدت كل من بريطانيا، أمريكا وفرنسا منذ القرن الثامن عشر نتجت من خلالها إسقاط أنظمة الاستبداد، وصدور مواثيق حقوق الإنسان
الثورة الأمريكية (معركة برنستون) 1777 Noon Post |
ج. ظهور الحركة القومية في أوروبيا: وهي تعني تكتل الشعوب التي لها لغة وعادات مشتركة، ومن أبرز الحركات القومية التي قامت في أوروبا ألمانيا وإيطاليا
ح. الصراع الحضاري بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي
خ. تراجع الدور الريادي للعالم الإسلامي
والآن بعد أن ظهرنا هذه الظروف التي دفعت بأوروبا لإيجاد سياسة جديدة لوجودها وهي الإستدمار وقهر الشعوب المسالمة، سنبين الأسباب التي جعلت أوروبا تقوم بهذا الإستعمار وسنجملها في أربعة عوامل وأهمها العامل الاقتصادي والمتمثل في البحث عن المواد الأولية والأسواق الخارجية وهذا لحاجتها المتزايدة لرؤوس الأموال وكما ذكرنا سابقا فإن إفريقيا وآسيا من أغنى الأراضي بالذهب والفضة والحديد والأحجار الكريمة والمواد الطاقوية
أما العامل الأخر فيرتكز على الجانب البشري إذ كانت أوروبا تعج بالسكان وعدم تمكن الحكومات من تلبية متطلبات المواطنين، دفع دول أوروبا للبحث عن مناطق خارج أوروبا يعيش فيها فائص سكانها، وأيضا التخلص من القادة والعسكريون الذين يثيرون انقلابات داخل أوروبا
وهناك عامل حساس وهو الجانب الإستراتيجي فأوروبا تريد السيطرة على الممرات المائية (البحرية والنهرية) وبذلك تنتزع السيطرة من المسلمين وتصبح العين الحارسة على مصالحها وعلى قهر شعوب إفريقيا أكثر وأكثر
والعامل الرابع وهو العامل الأكثر أهمية والجانب الحضاري والذي يتمثل في نشر أوروبا لرسالتها المزعومة رسالة الرجل الأبيض الذي على أساسها ستصنفنا أوربا والغرب على أننا متخلفون وبذلك ستستعمل أسلوب لم نكن نهتم به وهو الحرب النفسية وجعلنا نصدق ونروج فكرة أننا متخلفون لا نصلح للحكم ولا للصناعة وإنما نستهلك ونشتري من أوروبا المتحضرة حسب زعمهم
حلف الناتو بقيادة أمريكا يستنزف ثروات العراق Wikipedia |
بعد أن بينا الأسباب التي دفعت أوروبا لإحتلال دول إفريقيا وآسيا، سنذكر أهدافها من ذلك وهي كالآتي:
الاقتصادية:
oاستنزاف الموارد الطبيعية.
oاستثمار رؤوس الأموال.
oترويج السلع الأوربية.
الإستراتيجية والعسكرية:
oتأمين طرق المواصلات
السيطرة على الممرات المائية (القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج العربي) من موقع Sputnik Arabic |
الحضارية
oنشر الفكر الاستعلائي لدى الرجل الأبيض
oمحاربة اللغات والثقافات المحلية والتمكين للغتها وثقافتها لدي شعوب المستعمرات
oنشر المسيحية
تعليقات
إرسال تعليق